من فضلك انتا لست مسجلا لدينا
اذا كنت زائرا تشرفنا تسجيلك فى منتدى الفراعنة
واذا كنت عضوا من فضلك قوم بالدخول
من فضلك انتا لست مسجلا لدينا
اذا كنت زائرا تشرفنا تسجيلك فى منتدى الفراعنة
واذا كنت عضوا من فضلك قوم بالدخول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الـــــــــــــــرحمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأميرة الحسناء
نائب المدير
نائب المدير



مزاجي : الـــــــــــــــرحمة 2910
الـــــــــــــــرحمة LebanonC
عدد المساهمات : 730
تاريخ التسجيل : 24/03/2010
العمر : 37

الـــــــــــــــرحمة Empty
مُساهمةموضوع: الـــــــــــــــرحمة   الـــــــــــــــرحمة I_icon_minitimeالجمعة أبريل 30, 2010 7:59 pm

الرحمة
المعنى المقصود لخلق الرحمة:
الرحمة لغةً: الرَقَّة والتعطف، والرحمة المغفرة، والمقصود بها في حق
الرسول صلى الله عليه وسلم رفقه وشفقته على المسلمين بالتيسير عليهم، ومغفرته لهم
إساءتهم وتقصيرهم، واستغفاره لهم، ودعائه لهم.

ما جاء في مدح هذا الخلق:
لقد مدح الإسلام كثيرًا من الرحمة والرفق، وجعل عليها الثواب الجزيل،
بما يشجع المسلمين على التمسك بهذا الخلق فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم:

(الـــــــــــــــرحمة Icon_cool
ولحب الله عز وجل
للرحمة وجعلها جزءًا لمن اتصف بها، مع فارق أنّ الجزاء رحمة الله سبحانه مقابل رحمة
العبد فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما:

(12)
وكافأ الله عز
وجل أصحاب القلوب الرحيمة، الذين يرفقون بعباد الله بكل صنوف الخير، وعاقب الجفاة
قساة القلوب بنزع الخير والبركة من حياتهم فعن
جرير..

(7)
وقد يكون معنى
الحديث أن الله عز وجل يعاقب هؤلاء القساة بحرمانهم من الخير كله، وقد يكون إخبارًا
عن حالهم في الحقيقة، وأن الرفق هو الخير وأنهم ما دامت قلوبهم جفّت من الرحمة،
فإنهم لم ينالوا الخير، ولن يشعروا بلذة أو بقرب من الله
والناس..

قيمة هذا الخلق في
المجتمع:

إن قيم ومبادئ المجتمع
المسلم مبنية على الأخوة بين المؤمنين، والأخوة تقتضي الرحمة بين جميع أفراد
المجتمع، فالمجتمع المسلم ليس مجتمعًا اشتراكيًا أو شيوعيًا يعامل الفرد كآلة
صمّاء، تمدّها بالوقود الذي هو الغذاء فتقدم لك الانتاج، بدون آية رعاية لروح هذا
الإنسان ونفسيته، وليس كذلك مجتمعًا رأسماليًا، يتصارع فيه أصحاب رءوس الأموال من
أجل مزيد من سوريب الأموال، ولو على حساب قوت الفرد البسيط، إنه مجتمع متراحم جعل
الله لفقرائه حقًا في أموال أغنيائه "وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، بل
جعل فيه الجميع سواسية إخوة متحابون "إنما المؤمنون
إخوة".

هذا عن الرحمة في جانب
التكافل المادي، أمّا من ناحية السلوك فلكي تستقر قيمة الأخوة فرض الله الرحمة على
الجميع نحو الجميع، فقد أخرج الإمام أبو داود في سننه
قال:

قال ابن
السرح:

(13)
فالصغير الذي
لا يستطيع رعاية مصالحه، ولا الدفاع عن نفسه ضد الاعتداء يحرِّض الرسول المؤمنين
على الرحمة به، وفي المقابل يوقر الصغير الكبير، فتسير منظومة الأخوة الإسلامية
متوازنة مستقيمة.

وقد سما الإسلام
في أمر الرحمة، فحثَّ المؤمنين على التخفيف عن إخوانهم من ديونهم، سواء بتأخير
اقتضاء الدين، أو بالحَطَّ من فعن عمرة بنت عبد الرحمن
قالت:

(5)
مواقف من حياة
الرسول صلى الله عليه وسلم:

ـ
ورسولنا صلى الله عليه وسلم هو سيد البشر، وأكملهم وأشدهم رحمة فقد وصفه ربه
بالرحمة: "قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف
رحيم".

فقد كان صلى الله عليه وسلم
رحيمًا بالأطفال فكان يذهب لابنه إبراهيم الذي يسترضع في عوالي المدينة ليقبله ثمّ
يرجع، وهذا أنس رضي الله عنه يصف الموقف قائلاً:

(24)
ويعلق الإمام
النووي على هذا الحديث قائلاً:

(25)
ولكن إبراهيم
عليه السلام يعاني بعد ذلك سكرات الموت، فيأتيه أبوه وهو الرسول الرسول الكريم،
فيتأثر لما يعانيه ولده، ويشفق عليه ويرحمه ويتألم لما سيصير إليه من فراق فلذة
كبده فتذرف عيناه بالدموع، ولكنه لا يقول إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، وذلك ما
رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه
قال:

(38)
ولم تكن تلك
الرحمة أمرًا عارضًا، بل هي أصيلة في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تكرر
الموقف مع ابن أو ابنة بنته زينب رضي الله عنها، ويروي لنا الموقف حبُّ رسول الله
أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:

(1)
وكأن الرسول صلى
الله عليه وسلم لم يذهب بعد الدعوة الأولى رحمةً بنفسه أن يرى سبطه وهو يجود بروحه،
إنه صلى الله عليه وسلم يحزن ويتألم لألم الطفل لفراقه، فيرسل لابنته يسلم عليها،
ويوصيها بالصبر، فلما أصرّت جاء وإذا بدموعه الشريفة تنهمر رحمة وشفقة على
الطفل.

لقد كان الرسول صلى الله
عليه وسلم رحيمًا شفيقًا بالأطفال، يلاعبهم ويمازحهم ويقبلهم حتى أنّ الأقرع بن
حابس سيد بني تميم تعجب من ذلك فيما يرويه أبو هريرة رضي الله
عنه:

(14)
هكذا يكون
الجزاء، فمن لم يتحرك قلبه لرحمة أطفاله لجدير بألا
يرحم.

وقد اتسعت رحمته صلى الله
عليه وسلم لأصحابه، يرفق بهم ويدبر لهم ما يصلحهم، ويبعدهم عما فيه هلاكه أو ضررهم
فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص رضيالله عنهما
قال:

(6)
لقد طال الحصار
حول الطائف، ولم يبد للرسول صلى الله عليه وسلم أنه سيفتح له، والعدو متحصن
بالداخل، يصب سهامه على المسلمين، فأراد الرسول أن يفك الحصار ويعود إلى الجعرانة
حيث أرسل الغنائم، وما ذلك إلا رحمة بالمسلمين من طول الحصار ومشقته، ومن سهام
العدو، ولكن الصحابة شقّ عليهم أن يعودوا دون فتح، فأمرهم الرسول بالهجوم، فلما
أصيبوا قبلوا من الرسول صلى الله عليه وسلم
العودة.

وقد بلغ من رحمة الرسول
صلى الله عليه وسلم بأصحابه أن يراعي حلهم حتى ما يظهر على وجوههم من تعبيرات تعبر
عما يجيش في صدورهم، وهذه السيدة عائشة تروي لنا هذا الموقف بين الرسول صلى الله
عليه وسلم بطرح جثث قتلى قريش في القليب فتقول:

(23)
وممّا يدلك على
عظم رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ أبا حذيفة بن عتبة هذا هو الذي علق على نهي
الرسول ـ قبل بداية المعركة ـ عن قتل العباس عمّه، لأنه خرج مسكرهًا فعلّق قائلاً:
أنقتل أبناءنا وإخواننا ونترك العبّاس، فو الله لئن رأيته لألجمنه السيف، فغضب
الرسول وقال لعمر: يا أبا حفص أيضرب وجه عمّ رسول
الله.

ومع ذلك كانت رحمته صلى الله
عليه وسلم أغلب، فنسى الإساءة وواسى أبا حذيفة رضي الله عنه الذي تاب من كلمته
تلك.

ولم تكن رحمة الرسول صلى الله
عليه وسلم بأصحابه في المُلمَّات فحسب، بل إنها كانت دائمة حتى في النصيحة والتعليم
فعن ابن مسعود رضي الله عنه:

(35)
حتى من أخطأ
خطأً كبيرًا متى جاء تائبًا، كانت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم تشمله فعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال:

(15)
فالرجل ـ مهما
كان قد فعل ـ مسكين، وعليه عقوبة من الله، والرسول الرحيم لم يوبخه، ولم يعنفه، بل
حتى لم يتركه لشأنه، كما قد يفعل أي مسلم، فالرجل عرف خطأه، وأقر بجسامته، والرحمة
تقتضي أن يعينه الرسول صلى الله عليه وسلم في مصيبته، وذلك بتقديم الحلول التي هي
كفارات، فالمسلم لا يشمت في أخيه بل يبحث له عن الحل الشرعي، وهكذا بيّن له الرسول
الكفارات، ولكن الرجل لا يملك منهاشيئًا، ولايقوى على الصيام، فهو يستحق الصدقة
إذن، فيعطيه الرسول ليكفر، فيطلبها لأهل بيته لشدة فقرهم بتلطف جميل يستدر به
التعاطف والرحمة.

وهذا الموقف
يعلمنا كيف نتعامل مع الأخطاء، وكيف نصوبها، ومى ننتقد ومتى نكف، وإلا فرقنا جمع
المسلمين، وأثرنا العداوة والبغضاء في نفوس المخطئين نحو بقية إخوانهم، وساعتها
تنتشر الضغائن، ويصير المسلمون شيعًا وأحزابًا..

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم رحيمًا ـ لا بأصحابه فقط ـ بل
بالأمة كلها، يخشى عليها النار، ويخشى عليها المشقة في الدنيا، والبعد عن الإسلام،
ففي الصحيفة لصادقة لهّمَّام بن منبه:

(18)
ويشرح الإمام
النووي الحديث قائلاً :

(الثامن
عشر)***

وكان الرسول صلى الله
عليه وسلم إذا وجد من الصحابة أسئلة في أمور لا قيمة لها، ولا يتبنى عليها عمل أو
خلافًا فيما بينهم غضب، ولكنه غضب الرحيم الذي يشفق على أمته من الاختلاف فيقول أبو
هريرة رضي الله عنه:

(10)
كذلك كان يغضب
الرسول صلى الله عليه وسلم إذا وجد من ينفر المسلمين من الدين، رحمة بهم من
الابتعاد عن مرضاة الله سبحانه وتعالى فهذا أبو مسعود الأنصاري
قال:

(9)

فما جاء الرسول ليرهق الناس، وشرع
الله العبادات عقابًا للمؤمنين، وإنما شرعها قربى إليه سبحانه والصلاة ـ خاصة ـ هي
صلة بين العبد وربه، حتى أن الفاتحة قد قسمها الله بينه وبين عبده، فهذه لصلاة
ينبغي أن يقتل عليها المسلم سعيدًا مشتاقًا للقاء ربه، وأن ينتهي منها، وقد زاد
شوقه للقاء آخرلا أن ينتهي بعد أن أصابه التعب والإرهاق فصرفاه عن الخشوع والتدبر،
وحسن التضرع والدعاء..

ولذلك لما
حج الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ كثير منالناس، لأها أول حجة يتعلمون فيها مناسك
الإسلام، فقدموا وأخروا في المناسك، ومع ذلك خفف عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم
فعن عبد الله بن عمرو قال:

(37)
وقد كان الرسول
صلى الله عليه وسلم يحاول الأخذ بأيدي الناس إلى النجاة ولو بالمال، ويترك المؤمنين
الصادقين لإيمانهم فهذا الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يروي موقفًا
حدث أمامه فـ

(33)
(34)
وقد بلغت رحمته
صلى الله عليه وسلم عدوه، فمهما أبعد وجد قلب الرسول رحيمًا، فهذه قبيلة دوس، تأبى
الإيمان وما آمن منها إلا قليل مع سيد القبيلة طفيل بن عمرو منهم أبو هريرة الذي
يقول:

(16)
إنك إن تقصيت
سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فلن تستطيع أن تضع حدودًا لرحمة الرسول صلى الله
عليه وسلم، فلقد شملت الأهل والأطفال والصحابة وعموم المسلمين، بل جميع البشر:
مسلمهم وكافرهم، ولم تتوقف عند ذلك، بل شملت الحيوان، فالرسول صلى الله عليه وسلم
رحيم بكل حيٍّ، ولو كان حيوانًا أعجم فلا يرضى بتعذيبه كما روى عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما..

(2)
فتعذيب الطير
والحيوان بربطه وتوثيقه، ليقتل بالحجارة وغيرها لا يرضاه قلب رحيم، كيف بالنفس
الحية، وهي ترى مصرعها أمام عينها بطيئًا ؟ إنها تموت كل لحظة، والرسول لا يقبل
بذلك..

بل يوجه الرسول صلى الله
عليه وسلم المسلمين إلى كيفية الذبح التي ترحم الحيوان ولا تعذبه، فقد أخرج الحاكم
في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما :

(32)
ويضع الرسول
صلى الله عليه وسلم القاعدة العامة في معاملة المسلم مع غيره سزاءً كان إنسانًا أو
حيوانًا فعن شداد بن أوس:

(30)
فالإحسان هو
القاعدة التي تحفظ على الإنسان آدميته، إن القاسي الذي يهتم لمشاعر الآخرين فاقد
الرحمة، فحتى عند قتل النفس بالحق قصاصًا أو حدًا أو في معركة، فلم تعذب القتيل ؟
الرحمة هنا هي الإحسان، وعند قتل الحيوان لا يتلذذ بتعذيبه إلا أصحاب الأمراض
النفسية من أجل هذا

(21)
ومن المعروف
أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها نفت أن تكون تلك المرأة مؤمنة، ولأن المؤمن ـ كما
ترى السيدة عائشة ـ أكرم على الله من أن يعذبه في هرة، ولكن فات أم المؤمنين رضي
الله عنها أنّ م تعذب كائنًا حيًا بهذا الشكل فاقدة للرحمة، ومنلايرحم لا يُرحم،
وقدكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل الطيور والحيوانات كما يعامل الآدميين، لأن
لهن ـ وإن كن عجماوات ـ مشاعر كمشاعرنا فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه
قال:

(20)
فمشاعر الأمومة
واحدة في الإنسان والحيوان، والرسول صلى الله عليه وسلم برحمته يراعيها، حتى يربّي
في المسلمين ـ أيضًا ـ مشاعر الرحمة..

وفوق كل ذلك شملت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم ما لا روح فيه
كالنبات فهذا الجذع الذي كان يخطب عليه الرسول قبل أن يصنعوا له المنبر يخور ويحنُّ
حنين النوق العشار عندما تركه الرسول وخطب فوق المنبر، لولا أن يرحمه الرسول صلى
الله عليه وسلم ويضع يده فوقه فيسكن، وهذا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يروي
الحدث ويقول:

(28)
وقد ورد هذا
الحدث عن عديد من الصحابة منهم: سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن عمرو عبد الله بن
عباس وأنس بن مالك وأم سلمة رضي الله عنهم
جميعًا..

موقف
الصحابة:

وقد تعلم الصحابة رضوان
الله عليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الخلق، بعدما بذر في قلوبهم الرحمة
(فوق ما كان فيها بالفعل)، فأنبتت تلك البذرة وأثمرت، وأينعت ثمارها فهذا أبو بكر
رضي الله عنه بعد غزوة بدر يستشيره الرسول صلى الله عليه وسلم في شأن الأسرى كما
يستشير عمر، فيشير عليه عمر بقتلهم، أما أبو بكر فيذكره بقرابتهم منه صلى الله عليه
وسلم ويشير عليه بالمن والفداء، ويروي الإمام مسلم في صحيحه عن أبي زميل (وهو سماك
الحنفي):

(39)
ورغم أنّ الوحي
جاء مؤيدًا رأي عمر رضي الله عنه إلا أنه الموقف يوضح مدى الرحمة التي سكنت قلب
الصِّدِّيق رضي الله عنه.

وقد كان
قلب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يفيض بالرحمة على إخوانه المسلمين خاصة الفقراء
والمساكين، فكان يطعمهم كل ما في بيته، وهذا أبو هريرة رضي الله عنه
يقول:

(42)
تطبيقات عملية
لهذا الخلق في حياتنا اليوم:

**إن
طبيعة مجتمعاتنا اليوم، واستغراقه في تلبية الحاجات المادية للأفراد، وصعوبة
الأوضاع الاقتصادية قد أثرت على العلاقات الإنسانية، كما أصبحت تقيس الأخلاق
بالمقاييس المادية، ومدى ما تساويه من مال، ممّا أفقد الحياة اليومية كثيرًا من
الرحمة حتى على أقرب الأقربين من هنا فإن المجتمع قد أصبح في حاجة ماسة إلى نشر
الرحمة في أعطفه ومن ذلك:

1ـ رحمة
الآباء بالأبناء: لقد ظنّ كثير من الآباء والأمهات ـ في ظل ظروفنا هذه ـ أن
علاقاتهم بأبنائهم تتركز، ولا تتعدى الجانب المادي، فاجتهدوا في توفير الحاجات
المادية لأبنائهم، مما استنفد جهودهم، ولم يبق لديهم مقدار من الرحمة للأبناء،
وبالتالي لا وقت لرعاية الأبناء الصغار، ولا الاهتمام بشئون الأبناء
الكبار..

إن من الرحمة بالأبناء أن
نوجههم في حياتهم إلى الصواب صغارًا كانوا أم كبارًا، أن نتحمل أخطاءهم ونصوبها
باللين والرفق، وأن نستمع إليهم، لأننا مصر المعرفة الأساسي بالنسبة لهم، وبذا نخرج
للمجتمع شخاصًا أسوياء يسهمون في رقي المجتمع
ونهضته..

2ـ إذا أحسن الآباء تربية
الأبناء، وأغدقوا عليهم من المحبة والرحمة جنوا ثمرة ذلك في الكبر، فوجدوا قلوب
أبنائهم تفيض بالرحمة لهم..

لقد
أثمر الجفاف العاطفي بين الآباء والأبناء نفرة بينهم، وهي ثمرة مرة يتجرعها كثير من
الآباء والأمهات كنتيجة لما غرسوه في أبنائهم، ولكن تقصير الآباء ليس مبررًا
للأبناء في تقصيرهم نحو آبائهم، فلقد أمرهم الله برحمة آبائهم
فقال:

"... واخفض لهم جنح الذلم من
الرحمة، وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرًا"..

ومجتمعاتنا اليوم أشد ما تكون حاجة إلى هذا الأمر الرباني بعدما صار
الأبناء يهملون آباءهم في الكبر، ويتشاغلون عنهم، وربّما ألقوا بهم في دور المسنين
التي هي أكبر شاهدٍ على قسوة القلوب، وتحجرها وهي ظاهرة لا يقرها
الإسلام..

3ـ فالإمام راع ومسئول
عن رعيته..."، ومن هذه المسئولية أن يرحم الإمام (وهو الحاكم) رعيته، بأن يجتهد
لهافيما ينفعها، وألا يعقد من المعاهدات إلا ما فيه النفع لها، وأن يراعي أمنها
الداخلي والخارجي، بالشرطة اليقظة، والجيش المدرب القوي، وأن يصرف عنها الشرور من
المخدرات، والمجرمين واللصوص، وأن يحمي أموالها من النهب عن طريق أصحاب الحصانات
ورجال الأعمال أو إهدارها من الموظفين المهملين، أو المتهربين من أداء
الزكاة..

ومن الرحمة أن يعطي رعيته
حريتها، ولا يقيد بما لا يجيز الشرع، فعليه أن يجري الانتخابات في مواعيدها في
أجواء كاملة الحرية، كاملة النقاء والضبط والشفافية، وأن تأتي النتائج موافقة لما
صوّت به الشعب..

وجماع كل هذا فإن
الرحمة أن يطبق الحاكم الشريعة الإسلامية كما أنزلها الله عز وجل، وكما بينها رسوله
صلى الله عليه وسلم..

4ـ تطالعنا
صفحات الحوادث كل يوم بجرائم شنيعة تحدث بحق الخدم في بيوت من لا دين لهم ولا ضمير
من تعذيب واعتداءات، وقتل في بعض الأحيان، وهؤلاءالخدم أشد ما يحتاجون للرحمة، فقد
دفعهم الفقر لتلك المهنة، وقد كانوا يتمنون لأنفسهم ما هو أفضل، فإن كانوا قد فقدوا
املهم ـ ولو مؤقتًا ـ فكيف نجمع عليهم مع ذلك القسوة
والعنف..

لابد أن نغير نظرنا
إليهم، وأن تكن الرحمة هي السائدة في تعامل المخدومين مع خدمهم، فيطمعونهم من
طعامهم ويلبسونهم من ملابسهم، ولا يكلفوهم ما لا يطيقون ويتلطفون معهم، ويؤدبونهم
إن كانوا صغارًا فهم في مسئوليتهم أمام الله وأمام
لنس..

5ـ تعذيب الحيوانات وتحميلها
فوق طاقتها ظاهرة في شوارعنا ومجتمعاتنا، فبعض الأطفال يعذبون الحيوانات الأليفة،
وبعض الذين يمتهنون مهنًا تستخدم الحيوانات يرهقونها، ويحملونها فوق طاقتها، وربما
لم يطعوه ما يشبعه ويقويه، وكأنه لم يسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد
الناس :

(19)
إن الرحمة
بالحيوان واجبة، وهي دليل على إنسانية الإنسان..

نصائح نبوية للتحلي بهذا الخلق:
لقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته معنى الرحمة، كما ترك لنا
ميراثًا كبيرًا م مظاهر هذا الخلق، وسلوكياته، وقد أعطانا صلى الله عليه وسلم نصيحة
عملية للتحلي بهذا الخلق فعلمنا الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يجنبنا القسوة، فعن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

(40)
كما ذكر
الصحابي الجليل أبو الدرداء وسيلة أخرى عندما أرسل رسالة لأخيه في الله الصحابي
الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنهما جاء فيها:

(41)
وهكذا ينتشر
خلق الرحمة بين أبناء الأمة جميعًا، بل بينهم وبين جميع المخلوقات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الـــــــــــــــرحمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدي لكل اسرة :: قسم التربية والاسرة-
انتقل الى: