اداب المواصلات

أياً كانت الطريقة التي تجتاز بها
الشارع، سيراً على الأقدام، أو ممتطياً دراجة، أو راكباً في سيارة، فكن على ثقة بأن
آداب السلوك قد عينت لك مبادئ يجب أن تلتزمها.
(أ‌) السير
على الأقدام:
إذا كنت تسير على رصيف ضيق، فيجب أن
تترك مكانك للسيدات والأشخاص المسنين، ومن يحملون أحمالاً ثقيلة. وكذلك تترك الفتاة
أو المرأة الشابة مكانها للأشخاص المذكورين.
إذا كنت ترافق امرأة فيجب أن تسير على
حافة الرصيف تاركاً لها جهة الدور والمخازن، وأن تقيد خطواتك
بخطواتها.
لا
يجوز لك وأنت في الشارع أن تدل على أشخاص أو أي شيء بإصبعك.
وإذا اجتزت باباً، فيجب أن تدع النساء
والأشخاص المسنين والمدعوين، يتقدمون في الدسوري.
(ب‌) الدراجة:
يزداد انتشار الدراجة في بعض الأوساط،
فيجب على ركابها أن يحافظوا على آداب السلوك الخاصة بالسير على الأقدام. وعلى الرجل
أو الشاب الذي ترافقه امرأة تمتطي الدراجة أيضاً، أن يترك لها من الطريق الجانب
الأقرب إلى الرصيف، وعليه أن يتقيد بذلك إذا كان برفقة طفل أو رجل متقدم بالسن. وأن
يتقدم دراجات هؤلاء بدراجته في الأمكنة الوعرة أو الخطرة، وفي مفارق الطرق
ومنعطفاتها، وأن يصلح دراجاتهم إذا طرأ عليها عطل ما فيعيد سلسلة الدواليب إلى
أماكنها إذا خرجت عنه، أو يملأ الدواليب إذا فرغت من الهواء
إلخ..
(ج) المواصلات المشتركة:
نتحدث هنا عن السيارة والقطار
الكهربائي والباص، أما القطار الحديدي، فهو يدخل في باب
الرحلات.
إن
آداب السلوك الحديثة تسمح للرجل بأن يصعد إلى الباص أو القطار الكهربائي قبل النساء
إذا لم تكن له بهن معرفة سابقة، ولا تقضي عليه بأن يتنازل عن دوره في الصعود إلا
للأشخاص الذين يرافقونه، أو للأشخاص المتقدمين في السن، والمرأة
الحامل.
يجب
أن تعتذر دائماً إذا اصطدمت بجيرانك أثناء اهتزاز القطار الكهربائي أو الباص أو
سيرهما المفاجئ، فإن كلمة "العفو" التي يجد بعض الناس مشقة في لفظها، فعلها
سحري.
وفي
وسائل المواصلات هذه، لا تقضي آداب السلوك الحديثة على الرجل بأن يتنازل عن مقعده
إلا للأشخاص المسنين والنساء الحوامل كما أشرنا أعلاه، أو اللواتي يحملن طفلاً، أما
النساء الأخريات فإن في وسعه الاحتفاظ أمامهن بمقعده دون أن يتهم بالخشونة أو قلة
التهذيب، لأن من حقه هو أيضاً أن يتعب وينشد الراحة. . وتطبق قواعد التحية المرعية
في الشارع، على وسائل المواصلات المشتركة أيضاً.
وأثناء الصعود والنزول من القطار
الكهربائي والأتوبيس، ينبغي لك الإسراع قليلاً ذاكراً أن وراءك أناساً قد تفوتهم
المركبة إذا تأخرت في الصعود، أو أناساً قد يكونون في حاجة إلى الإسراع
بالنزول.
(د) السيارة:
أصبحت السيارة في هذا العصر جزءاً من
حياتنا ومشاكلنا اليومية، فهي إلى جانب فوائدها العديدة المسافات وتسهيل الانتقال،
هناك مشاكل صيانتها بالإضافة إلى تعقيدات المرور وطيش بعض
السائقين.
فعلى من يمتلك سيارة خاصة أن يعتبرها كبيت متنقل، عليه واجب توفير
الاطمئنان لضيوفه داخلها، فلا يحاول قيادتها وكأنه في مباراة سباق، وعليه أيضاً
التقيد بأنظمة السير وآداب المرور، وعدم السرعة على الطرق الضيقة والمتعرجة في
الجبال أو تجاوز السيارات البطيئة عند المنعطفات وفي المنحدرات، أو السير على الجنب
المعاسوري في الطرق والأماكن الخطرة.
وإليك فيما يلي بعض الملاحظات
المتعلقة بأدب قيادة السيارة:
- عندما توقف سيارتك
إلى جانب أحد الأرصفة، احترس من أن تصدم العابرين أو
تزعجهم.
- إذا وقع حادث ما، وجرى نقاش حوله فاحتفظ بالسكينة ورباطة
الجأش، واعلم أن مظاهر الغضب والشتائم لا تسوريبك احترام الأشخاص الذين يحيطون بك
وانتصارهم لك، بل على العسوري.
- لا تستعمل منبه
السيارة بعد الساعة العاشرة مساء، ولا تستعمله في أي وقت كان أمام البنايات لإعلام
الأشخاص الذين جئت لأخذهم بأنك حضرت.
- لا تستعمل المنبه
أمام المستشفيات والمدارس، علماً بأن جميع البلاد الأوروبية والأمريكية وبعض الدول
العربية تمنع استعمال منبه السيارة تحت طائلة العقوبة إلا في حالات الخطر
الشديد.
- إذا كانت ترافقك سيدة فافتح لها باب السيارة واجلسها في
الصدر على اليمين، ثم لا تصعد من الباب نفسه فتزعجها بمرورك من أمامها، بل إغلق
الباب وأصعد من الجهة الثانية واجلس إلى يسارها، أما النساء فلا حاجة إلى أن يتقيدن
بهذه القاعدة.
- إذا دعوت سيدة أو رجل إلى سيارتك وكنت تقودها بنفسك،
فالسيدة تجلس بجانبك، والرجل في المقعد الخلفي.
- إذا دعوت رجلاً
وسيدتين، فالرجل يجلس بجانبك والسيدتان في الخلف.
- إذا كانت السيارة
تقودها سيدة، ودعت رجلاً وامرأة لمصاحبتها، فالسيدة تجلس إلى جانبها، والرجل في
الخلف.
- إذا كنت ترتدي قبعة فيجب أن تخلعها في السيارة وكأنك في
منزلك أو منزل أحد أصدقائك.
-
لا تعتمد إلى رفع الزجاج وخفضه دون استشارة من
معك.

[b]الرحــــــــــلات[/b]

أياً كانت الرحلة التي تقوم بها،
القطار أو السيارة أو الباخرة أو الطائرة، فإن هنالك عدا مبادئ الكياسة العامة،
آداب خاصة بوسائل النقل والمواصلات هذه، ينبغي لك أن تلتزمها متى سافرت
فيها.
(أ‌) في سكة الحديد:
- لا تضع حقائبك في الرواق حيث تعرقل
السير، ولا توزعها في الشبكة توزيعاً يشغل القسم الأكبر منها، وعند حقائبك في
الشبكة لا تصعد على المقعد بقدميك.
- على الرجل أن يساعد الرجال المسنين
والسيدات في وضع حقائبهم في الشبكة أو في إنزالها منها.
- ليس من السهل تهدئة الأطفال على
مقاعدهم في القطار لمدة طويلة، لهذا فعلى الوالدين أن يحاولا عدم إزعاج أولادهم
للآخرين بقدر الإمكان، وذلك بأن يحملوا معهم قصصاً مصورة للأطفال لإلهائهم مدة
الرحلة. قل "عفوا" كلما مررت بالمسافرين، سواء كانوا في الرواق أو جالسين على
مقاعدهم.
- لا
تقرأ جريدة جارك من فوق كتفيه، ولا ترهق المسافرين بأحاديثك إذ ربما كانوا يفضلون
الصمت.
- لا
تأكل في القاطرة وحولك المسافرون، فإن رائحة الطعام غير سارة، وفتات السندويش تؤلف
منظراً غير جميل.
- لا تفتح الزجاج وتغلقه، أو تخفض الستار أو تعليه، إلا بعد استشارة
المسافرين الآخرين.
- لا تنسى أن تحيي جيرانك بإحناء رأسك، قبل مغادرة
القطار.
- في
استطاعتك أثناء الليل أن تحل رباط حذائك، ولكن لا ينبغي لك أن تخلعه، كما أن في
استطاعتك أن تخلع ربطة قبتك، ولكن على أن تلف عنقك بوشاح أو
بمئزر.
إذا
ذهبت إلى محطة سكك الحديد لتوديع أصدقائك، فاحمل معك بعض الهدايا مما يجعل لوداعك
قيمة قلبية لدى أصدقائك.

(ب‌)
في الباخرة:
- تشبه الباخرة وركابها، بفنادق
الضواحي ومراكز الاصطياف ونزلائها، لهذا فمن المستحسن أن تحيي النزلاء دون أن تعقد
صلات قوية، بل الاكتفاء بتبادل السلام والحديث العابر.
- وعلى المسافر أن لا يختلط بركاب
الدرجات الأخرى، لأنه إن كان يركب في درجة أعلى كان ذلك مدعاة لجرح مشاعرهم، وإن
كان يركب في أدنى درجة عرّض نفسه لملاحظة مفوض السفينة.
- ينبغي للمسافر ألا يجلس على أول
مقعد يراه خالياً من المقاعد الطويلة الخاصة التي على ظهر الباخرة، لأن كلاً منها
مستأجر من قبل أحد المسافرين طوال مدة الرحلة.
- على المسافر أن
يخفي عن الآخرين عوارض دوار البحر ونتائجه، إن لم يكن بدافع الكرامة الشخصية،
فبدافع الكياسة واللياقة.
-
لا يجوز للرجال الظهور في قاعة الطعام خلال النهار
أو في المساء باللباس الرياضي، وكذلك في صالونات المطالعة
والجلوس.

(ج) في الفندق:
- إن المرء يستطيع
أن يعيش في الفندق على هواه، ولكن دون أن يزعج أحداً.
- لا تثر جلبة في
غرفتك، ولا تتحدث فيها أثناء الليل بصوت عال، وخذ حمامك الليلي في سكون شديد، فإن
جيرانك لا يجب أن يشعروا بوجودك، كما أنهم يحب أن لا يشعروك
بوجودهم.
- لا تفرض على نزلاء الفندق الآخرين، العذاب اليومي الذي
تبتليهم فيه، بعزفك على الآلات الموسيقية، أو رفع صوت الراديو أو
التلفزيون.
- في الفنادق التي تقع على شاطئ البحر، لا تتناول طعام
الغذاء وأنت ترتدي لباس السباحة، فإن هذا التساهل سيلاحظ عليك
بقسوة.

[b]الرحلــة إلى
الخــــــــارج[/b]

ليذكر القارئ أن المواطن الذي يسافر
إلى الخارج يصبح سفير وطنه. فإن الناس يراقبونه بهذا الميل الذي يتصف به الفكر
البشري، والذي يستنتج العام من الخاص أنهم ينسبون إلى مواطنيه ما يرون فيه من صفات
فردية طيبة أو سيئة.
1- عندما تصل إلى بلد أجنبي، أنظر دوماً نظرة الفاحص، وكن
طبيعياً.
2- لا تفاخر كثيراً وبدون مناسبة عن مزايا بلدك أمام
الآخرين، ولا تنزل به إلى الحضيض.
3- لا تبالغ في رفعة
البلد الذي تزوره لدرجة التملق.
4- حافظ على مواعيدك
بدقة خلال زياراتك لمكاتب الأعمال أو إلى الأماكن التي تدعى
إليها.

[b]الإجــــــــــازات[/b]

إذا لم تكن متصلاً بإحدى وكالات السفر
والسياحة لتأمين برنامج إجازتك داخل أو خارج بلدك، يستحسن إجراء ما
يلي:
- يجب أن تكتب مسبقاً، وفي وقت مبكر إذا كنت ترغب في قضاء
إجازتك على الشواطئ أو في الجبال، إلى الفندق المطلوب كتاباً يتضمن موعد وصولك،
وعدد أيام الاجازة، وإذا كان البلد المقصود أجنبياً، أكتب له بلغته أو بالانكليزية،
وفي حالة حدوث سبب طارئ يمنعك من السفر، أبرق في الحال لإلغاء
الحجز.
- إذا ذهبت لبلد تجهل لغته، فاحمل معك كتاباً سياحياً
يتضمن بعض التعابير الشائعة والضرورية بلغة البلد مع ترجمتها إلى اللغة الثانية
التي تلم بها.
- لا تجادل، ولا تغضب إذا شعرت أن الذين تخاطبهم يجهلون
معاني كلماتك وتعابيرك.
-
إحتفظ دوماً بعملة صغيرة (فراطة) لتنقد بها من
يلزم من الإكراميات.

[b]المخيــــــــــم[/b]

إن غلاء المعيشة في الفنادق، والرغبة
بالحياة في الهواء الطلق، قد عملا على ازدهار المخيم في كثير من الأوساط. وما أكثر
ما ترى في هذه الأيام في أكثر بلاد العالم وفي شرقنا ومغربنا العربي أيضاً، وأنت
سائر في البرية أو على شاطئ البحر مجموعة من الخيام أشبه بقرية من قرى الزنوج
الحمر، يلتف سكانها حول النار وهم يرتدون الألبسة الصيفية.
- على سكان المخيم ومحبي النزهات، أن
يدفنوا في جوف الأرض جميع الأوراق وعلب الأطعمة المحفوظة، والزجاجات الفارغة التي
انتهوا منها، لا أن يدعوها على العشب في الحقول الجميلة أو على رمال شواطئ، فإن
الإهمال الذي لا يقبل له عذر يشوه أحسن المنتزهات والمناظر الطبيعية، وليس في هذا
التصرف أي دليل على أن القائمين به يحبون الطبيعة حقاً ويتمتعون بذوق جميل وحساسية
مرهفة

» اداب الصدـــــــــــــــــــــــــيق
» اداب الطعام
» اداب التعامل
» اداب الطعام
» اداب الحــوار