قد يقول القائل متحمس أنا أتكلم لمصلحة الدين؛ وأسجل الأشرطة للذب عن حياضه من تلبيسات المحتالين!!، ونحذر من الذين عليهم بعض الملاحظات!! وإن كانوا من كبار المشايخ.
نقول له جدلا لا بأس يا هذا، ولكن قبل أن تتكلم وتثير الفتن، وتسأل بعض المشايخ الذين تثق فيهم عن إخوانهم أهل الحديث حرصا على المسلمين من الضياع والهلكة!، اعرف الشريعة جيدا من مصادرها الأمينة، وامكث في دراستها السنوات ذوات العدد، وزاحم العلماء بالركب، وتطهر من أمراض القلوب كالحسد، واتصف بالورع والزهد، وشارك المسلمين في خير حتى تعرف به في المجتمع، وتشتهر بطلب العلم والاستقامة، فالإمام البخاري ومسلم وأحمد، وأبوداود، وأبوحاتم، ....وابن تيمية، وابن قيم،......والشيخ ابن إبراهيم، والشيخ ابن باز، والشيخ الألباني، والشيخ ربيع و...و.... مِن مشايخ أهل السنة لم يتكلموا لمصلحة الدين حتى عرفوا الدين أولا، وعرفوا أصوله وفروعه وما يصلح له.
فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج ممّا قال) رواه الإمام أبو داود وصححه العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى.
وردغة الخبال: عصارة أهل النار والعياذ بالله من حرّ جهنم.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه مرّ على بغل ميت فقال لبعض أصحابه: (لأن يأكل من هذا حتى يملأ بطنه، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم) رواه أبو الشيخ موقوفا وصححه العلامة المحدث الألباني رحمه الله.
لقد غلا لحم البغال والحمير في الأسواق الصينية، ورخص عرض المسلم عند بعض المسلمين والعياذ بالله من سخطه، فنجد المسلم يطلق على أخيه خبيث، وزنديق، وذباب، وحمار، وقاتله الله، وأهلكه الله، كلمات يستحي المرء من أن يقولها بينه وبين نفسه والله والمستعان، وآخر يلهث ليلا ونهارا، ويسافر من مقاطعة إلى مقاطعة ليوقع بين المشايخ بالتدليسات، ويجعل صنيعه هذا من أعظم القربات، والعجيب أن هذا الصنف قد يجد أحيانا آذن بعد الدعاة صاغية فيبث من خلالها شرارة الخلاف بين الشباب والعياذ بالله، فليحذر المشايخ من الذي تطيش يده في صفحة، ومن المدفوع من الشيطان ليستحل به عرض المسلم.
ثم لو سألت المتفوهين بتلك العبارات الوقحة عن الذنب الذي وقع فيه هذا المخالف حتى استحق هذه الحوالق القاتلة فإنه يحار في الجواب، بل بعضهم لا يعرف المتكلم فيه مع ذلك يرميه بعبارات يتزلزل منها جبل أحد، وإذا ناقشه منصف عاقل طأطأ رأسه وأحيانا يهرب، والأخرى يقول: المهم المشاركة فقط، وبعضهم همه ترديد العبارات ولا يسأل عن معانيها، وبعضهم يقول: قيل، وقيل!! وهي من صيغ التمريض، فهذا حالنا بين قيل، وروي، وبلغني، و..و..، والضحية الكبرى هتك عرض المسلم السلفي، مع شماتة الحسوريين والتكفريين فيه.
اللهم مكنّا من حفظ ألسنتنا، ووفقنا للكلام في المخالف بالحق الساطع والخبر الثابت، وجنبنا الكذابين، وأصحاب قيل وقال وروي وكل مدلس مغير للحقائق، وكل مدسوس في صف المسلمين.
والحمد لله رب العالمين، وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
تكبلو مرورى اقلب مجروح